تفاصيل حول مقتل رئيس أركان القوات الحوثية محمد الغماري

16 اكتوبر 2025

| بواسطة ديفانس لاين: خاص

أعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، اليوم، مصرع رئيس أركان قواتها محمد عبدالكريم أحمد الغُماري، بعد أسابيع من تكتم الجماعة حول مصيره بعد إصابته بغارة إسرائيلية أواخر أغسطس الماضي.

الجماعة الحوثية أعلنت أن اللواء محمد الغماري قتل مع بعض مرافقيه ونجله (حسين البالغ من العمر 13 عاما) في الغارات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الجماعة "خلال عامين من معركة طوفان الأقصى".

البيان الطويل والغامض الذي أصدرته الجماعة أشار إلى أن الغماري لقي مصرعه "وهو في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني شهيدا سعيدا ضمن قافلة العظماء الشهداء على طريق القدس". وفقا للبيان.

 

وفقا لمصادر "ديفانس لاين" فأن الغُماري قد قُتل قبل أيام مُتأثراً بجراحه بعد إصابته في غارة اسرائيلية استهدفته يوم 28 أغسطس الماضي في إحدى المناطق الجبلية بمحيط العاصمة صنعاء. وهو اليوم ذاته الذي شنّت فيه إسرائيل سلسلة هجمات استهدفت الحكومة الحوثية ومواقع أخرى، نتج عنها مقتل رئيس الحكومة الحوثية غير المعترف بها و 9 من الوزراء في منطقة حدة جنوبي العاصمة صنعاء.

 

وكانت مصادر "ديفانس لاين" أفادت في وقت سابق بإصابة الغماري في الغارة المنفصلة الدقيقة وأن إصابته كانت "خطيرة"، خسر فيها إحدى قدميه، ونُقل بعدها للعناية والعلاج في أحد المستشفيات، قبل موته قبل نحو أسبوعين.

ووفقا للمصادر فأن ولده الأصغر حسين قد قتل يوم وقوع الغارة، حيث كانت إصابته مميتة، وقد فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، وأخفى الحوثيون مقتله عن أسرته.

كما أشارت المصادر إلى أن الضربة الدقيقة استهدفت الغُماري مع مرافقيه وعناصر جهادية حوثية، قُتل بعضهم في الغارة.

 

وقد تعمّدت الحوثية تأخير إعلان مصرع الغماري مع قيادات أخرى بموجب تعليمات من "المكتب الجهادي".

حيث فرضت الجماعة تعتيماً حول الضربة منذ يوم وقوعها، واكتفت وسائل اعلامها بنشر تصريحات "مكتوبة" منسوبة للغُماري وبرقيات تهاني "بروتوكولية" مرفوعة باسمه واسم وزير دفاع الجماعة، في محاولة لتفنيد أنباء مصرعه والتستر على حالته.

صور تداولها حوثيون للغماري وابنه وأفراد حراسته

مصادر "ديفانس لاين" تفيد أن عدد من أفراد حراسة الغماري قد قتلوا وأصيب عدد آخر في تلك الغارة، بعضهم فارق الحياة وقت الضربة وبعضهم مات لاحقا.

ولم تكن هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الغماري، فقد نجا لمرتين على الأقل من استهدافات اسرائيلية سابقة. وتكرّرت اعلانات الجيش الاسرائيلي ووسائل إعلام عبرية عن مصرعه تارة وإصابته في أخرى.

فقد كانت غارات اسرائيلية استهدفت إحدى المقرات التي يستخدمها الغُماري في منطقة حدة بمديرية السبعين جنوبي العاصمة صنعاء يوم 14 يونيو الماضي، طالت الهجمات أحد المباني داخل المربع الأمني غربي المجمع الرئاسي.

ووفقا لمعلومات "ديفانس لاين" فأن المبنى المُستهدف يُقيم فيه أفراد حراسة الغُماري، وقد جاءت الضربة بعد رصد سيارة يستخدمها الغُماري كانت تتحرّك قرب المنزل، فيما تقول مصادر إن إحدى زوجاته تُقيم في المنزل المستهدف.

 

وقد أفصحت الحوثية عن مقتل ثلاثة من أفراد حراسة الغماري. فيما تُفيد مصادر "ديفانس لاين" بمقتل عدد آخر من المُرافقي بعضهم قتلوا وأُصيبوا في نفس الغارة التي استهدفت الغماري في محيط العاصمة، وآخرون قضوا وجرحوا في هجمات سابقة.

وتداول نشطاء الجماعة صورا وأسماء للغماري وابنه، وبعض مرافقيه الذين قتلوا في الغارة، بينهم: مرتضى زيد عبدالمجيد قاسم الحمران، من منطقة ضحيان محافظة صعدة. عماد علي يحيى أحمد الأعضب (مقدام) من منطقة قفلة عذر محافظة عمران. والثالث يدعى محمد حامد هبه.

وفي الصورة التي يظهر فيها الغُماري على منصة يخطب بين مقاتلين حوثيين في إحدى الفعاليات، يظهر اثنان من حراسته الشخصية يقفان خلفه، أحدهما محمد هبه الذي قتل معه. والآخر يرجح أنه ابنه زيد. ويُرجّح أن الاستخبارات الاسرائيلية تعرّفت عليهما وأبقتهما تحت المراقبة، وقد تكون استفادت منهما في رصد وتتبع تحركاته والوصول إليه في تلك الضربة المنفصلة والدقيقة.

 

بطاقة تعريفية

محمد عبدالكريم الغماري -45 عاما- مُنحدر من منطقة المدان محافظة عمران، واسمه الجهادي (هاشم)، وتظهر بيانات هويته الشخصية التي حصلت منصة "ديفانس لاين" على نسخة منها، أنه من مواليد يناير عام 81م. ينتمي لأسرة هاشمية، وتربى في المحاضن التعليمية والفكرية للحوثية وما يسمى بـ"الهجرات" الزيدية.

ومنذ بدء تمرد الحوثية واندلاع الحرب في صعدة مطلع العام 2004م، انخرط في أعمال التمرد المسلح ضد الدولة، وكان أحد العناصر الحوثية التي اعتقلتهم السلطات اليمنية.

ووفقا لمعلومات ومصادر "ديفانس لاين" فالغماري متزوج من بيت شرف الدين الهادي بصعدة، وهي تنشط في رعاية أسر قتلى الجماعة في منطقة التحرير بصنعاء. وله زوجات أخرى، ولديه أربعة أولاد، 3 منهم ذكور، يعتقد أن أكبرهم هو (زيد)، الذي يعمل مع والده، والآخر (هاشم) في الـ 15 من العمر، وهو منخرط في أنشطة الجماعة عسكريا وفكريا. وأصغرهم (حسين) الذي قتل مع والده، وكان لصيقا به ويرافقه في بعض تحركاته. أما شقيقتهم فتنشط في القطاع النسوي للجماعة.

يعد الغماري أحد أبرز أعضاء الهيكل الجهادي للحوثيين، ويرجح أنه أخضع لتدريبات عسكرية وفكرية وتم تأهيله بدورات في مجال هندسة الصواريخ في إيران وعواصم أخرى، خلال السنوات السابقة. ثم أعيد بعد ذلك لينخرط تنفيذيا في عمليات الحوثية خلال اجتياحها لمحافظة عمران ثم العاصمة صنعاء.

ومع أنه لم يكن معروفا، فقد لمع اسمه لأول مرة حين عيّنته الجماعة عضوا في اللجنة الأمنية العليا التي شكّلتها الجماعة بقرارات أصدرتها "اللجنة الثورية العليا" للحوثيين، 7 فبراير 2015، بعد اعلان الجماعة "الاعلان الدستوري" لإدارة شئون البلاد وتعطيل عمل الدستور اليمني وحل مجلس النواب.

ولاحقا عيّنته الجماعة في منصب رئيس هيئة الأركان الحوثية في ديسمبر 2016 بقرار رقم (2) أصدره رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد بعد أيام من اعلان تشكيل الائتلاف بين الحوثيين وحليفهم الرئيس الأسبق علي صالح. تم بموجبه تشكيل حكومة تشاركية وتعيين اللواء الركن محمد ناصر العاطفي وزيرا للدفاع. ليبقى الغماري في منصبه حتى مقتله.

صورة نشرتها وسائل اعلامية حوثية للغماري وأولاده خلال زيارة معرض للقتلى

والغماري هو أحد قادة الحوثيين المُدرجين على قوائم العقوبات الدولية؛ وفُرضت عليه عقوبات من مجلس الأمن الدولي منذ منتصف ديسمبر 2021. حيث اتهمته لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن "بالمشاركة وقيادة الحملات العسكرية للحوثيين التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن".

وقد فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات منذ مايو 2021، لتورطه في هجمات ضد المدنيين وارتكاب أفعال تطيل أمد الحرب الأهلية وتزيد المعاناة الإنسانية وتهدد السلم.

وهو أحد قادة الحوثية المحكوم عليهم بالإعدام غيابيا من من القضاء العسكري في مأرب منذ عام 2022، كما يخضع للمحاكمة لدى المحكمة الجزائية المتخصصة في مدينة عدن.

وكانت السعودية قد رصدت في 5 نوفمبر 2017، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

محمد الغماري وعلى يساره يوسف المداني

وقد عيّنت الجماعة القيادي النافذ يوسف حسن إسماعيل المداني، رئيسا لهيئة الأركان لقواتها، خلفا للغماري.

 

في ذات الصعيد، لا تزال الجماعة الحوثية تفرض تعتيما على وضع وزير دفاعها محمد ناصر العاطفي الذي لم يُسجل له أي ظهور منذ أواخر شهر أغسطس الماضي، وقد كانت معلومات تحدثت عن إصابته بغارة إسرائيلية.

والأمر نفسه في وضع القيادي جلال علي علي الرويشان المعين نائبا لرئيس حكومة الجماعة لشؤون الدفاع والامن الذي كانت مصادر "ديفانس لاين" تحدثت في وقت سابق عن إصابته في الضربة الاسرائيلية التي استهدفت رئيس واعضاء الحكومة الحوثية. وقد أشارت المصادر حينها أن إصابته خفيفة، ولم يسجل له هو الآخر أي ظهور منذ ذلك التاريخ.

 

فيما كانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق عن مقتل القيادي أسعد هادي أسعد الشُرقبي واسمه الجهادي "ابو صخر" المُعين برتبة لواء، مُساعداً لرئيس الأركان، في الضربات الاسرائيلية أواخر أغسطس.

والشُرقُبي المنحدر من محافظة صعدة، هو مسئول في المكتب الخاص برئاسة الأركان الحوثية وتولى مسئولية السيطرة في الهيئة ومسئولا للتجنيد في وزارة الدفاع. وفقا لمعلومات "ديفانس لاين". وكانت الحوثية قد عيّنته عضوا في اللجنة الامنية والعسكرية العليا التي شكّلتها في أغسطس 2016، كما منحته الجماعة سابقا رقما عسكريا ورتبة رفيعة في كشوفات وزارة الدفاع، ومنحته مؤخراً رتبة لواء.